إحياء الذكرى السنوية الرابعة عشرة لإستشهاد الرئيس رفيق الحريري

“مفهوم الصالح العام والأجيال الشابة” إحياء للذكرى 14 لإستشهاد الحريري برعاية نازك رفيق الحريري وبحضور ممثلتي رئيس الحكومة والسفير السعودي

ساعتان من الزمن كانتا كفيلتين لينتقل معها الحضور الى حلم جميلٍ من أحلام الرئيس الشهيد رفيق الحريري ترجمته كوكبة من طلاب المدارس التابعة ل “مؤسسة رفيق الحريري” على خشبة القاعة التي تحمل اسم رفيق الحريري في “ثانوية الحريري الثانية".

حلم حمل عنوان ” الصالح العام والأجيال الشابة ” ، ساعتان حملتا أكثر من رسالة معبرة للحفاظ على أحلام رفيق الحريري وعلى مفهومه للسلام ومحاولة التعمق في أفكاره ومبادئه التي أرساها في حقل التربية والتعليم ، وخلالها أيضاً تخيل طلاب مدارسه الوطن بصورته البهيّة ، بحدوده المحميّة ، بطرقه الواسعة ، بشوارعه النظيفة ، بإنمائه المتوازن . فبدا المشهد وكأنه حقيقة ، أو بلسماً طبب لدقائق الحاضرين الذين حاولوا المقارنة بين ما قاله الأطفال على خشبة المسرح وبين واقع الحال الذي نعيشه في غياب الرئيس رفيق الحريري .

وخلال هاتين الساعتين،إستطاع اكثر من 500 طالب وطالبة من طلاب مدارس ليسيه عبد القادر و”الحريري الثانية والثالثة “وأجياله الذين لم يعاصروه أن يتخيلوا ماذا لو كان الرئيس الشهيد بيننا اليوم. ماذا كان ليفعل من أجل خلاص لبنان ومن أجل إحلال السلام فيه .

تحت هذا العنوان الذي يحمل أكثر من معنى “الصالح العام والأجيال الشابة ” أحيت “مؤسسة رفيق الحريري” نشاطها الثقافي السنوي الذي تقيمه في ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري كل عام ، برعاية رئيسة المؤسسة السيدة نازك رفيق الحريري لمناسبة الذكرى الرابعة عشرة للإستشهاد ، وذلك لإعلان نتائج المباراة المدرسية للعام 2019 مساء اليوم الجمعة في قاعة رفيق الحريري في مقر ثانوية الحريري الثانية في البطركية .

واختير العنوان لهذا العام بإعتبار أن الصالح العام مفهوما وأسلوب أداء يعزز المواطنة كحقوق وواجبات عبر البرامج الإنمائية التي ترسم ، والمبادرات التطويرية التي تتخذ لإرساء العدالة بين الأجيال على الصعد الإجتماعية والتربوية والثقافية والإقتصادية والتقنية ، وهذا ما سعى الرئيس الشهيد رفيق الحريري لإرسائه من خلال شتى المبادرات التي اتخذها والتي صبت جميعها في تدعيم البنى التحتية التربوية والثقافية والإقتصادية والإنسانية ، وفي اثارة الوعي بمحورية مفهوم الصالح العام محركا للعطاء المستدام والبناء المؤسساتي.

وكان رفيق الحريري الحاضر الأقوى رغم سنوات الغياب بين الحضور الحاشد الذي حضر بصوته وحكمته في كل عمل قدمه الطلاب

ومثلت السيدة نازك رفيق الحريري في الأمسية السيدة هدى بهيج طبارة فيما مثلت النائب ديما الجمالي الرئيس سعد الحريري .

وحضرت رئيسة القسم الإعلامي في السفارة السعودية لدى لبنان الدكتورة الهام دانش ممثلة سفير المملكة العربية السعودية وليد بن عبد الله بخاري .

كما حضرت مديرة مؤسسة رفيق الحريري سلوى بعاصيري السنيورة ومنسق عام قطاع التربية والتعليم في تيار المستقبل وأمين عام نقابة المعلمين في لبنان الدكتور وليد جرادي ممثلا أمين عام تيار المستقبل أحمد الحريري ، ومدراء مدارس الحريري الثانية والثالثة وليسيه عبد القادر والسوبرانو الموسيقية هبه القواس ، ومسؤول العلاقات العامة في مكتب الرئيس الحريري الحاج عدنان فاكهاني ، ومدير المعهد العالي للدكتوراه البروفسور جرجورة حردان

والبروفسور هنري عويس من جامعة القديس يوسف وأعضاء الهيئة التعليمية في المدارس ووجوه ثقافية وإعلامية وحشد من أولياء أمور الطلاب.
إستهل الإحتفال الذي قدمته من المؤسسة ثريا غطمي عواد ، بدقيقة صمت لروح الرئيس الشهيد رفيق الحريري ، ثم بالنشيد الوطني من عزف كورال مدارس “مؤسسة رفيق الحريري” من إشراف المؤلفة الموسيقية السوبرانو هبة القواس بقيادة الكورال تاتيانا فوروبيوفا ثم كلمة المديرة العامة لـ”مؤسسة رفيق الحريري” سلوى السنيورة بعاصيري نقلت في مستهلها تحيات السيدة الحريري للحضور

السنيورة بعاصيري
وقالت السنيورة بعاصيري ” يسعدني أن أرحب بكم بإسم مؤسسة رفيق الحريري وأن أنقل إليكم تحيات رئيسة المؤسسة السيدة نازك رفيق الحريري التي ترى في إحياء ذكرى الرابع عشر من شباط من كل عام فعل إيمان بمبادئ الرئيس الشهيد رفيق الحريري والقيم التي سعى جاهداً لجعلها نسق حياة.
وأضافت ” نجتمع اليوم ليس لنستذكر جريمةً هزت الضمير والوجدان، ولا لنستحضر ألماً عشعش في القلوب، ولا لنحصي خسائر فاقت قدرة وطن، ولا لنبكي رجل دولةٍ عز مثيله في كتب التاريخ بل نلتقي يحدونا الأمل ونحن في حضرة جيلٍ شاب. جيلٌ استخلص من أحداث الماضي درساً في الولاء الوطني. لملم حروفه وجمع كلماته وسطّر تعبيراته، مستلهماً مسيرة لبنانيٍ ترجم ولاءه الوطني بأبهى أشكاله: التزامٌ وعطاءٌ وبناءٌ وتجديدٌ ومعاصرة
نلتقي في حضرة جيل شاب استنطق أحداثاً لم يعشها. إلا أنه فهم معانيها وحلل أبعادها واستخرج عبرها، فرأى فيها نهجاً إختطه أحد رموز الإنسانية العابرة للحدود ومارسه أعمالاً وإنجازات وجسر تواصل وتلاقٍ على الخير.
هو نهج يتماهى مع الإيمان المطلق بالصالح العام، إرتضاه الرئيس الشهيد رفيق الحريري لنفسه منارة وهداية، بصفته مواطناً لبنانياً لطالما اعتز بوطنه وصولاً إلى أن يستشهد من أجله.

في حضرة جيل شاب، يضج بالحياة، يعي معنى الحقوق، يدرك أبعاد المسؤولية، يعتز بكرامته الوطنية، يقيني أننا سنفخر جميعاً بما سنتعرف عليه من طاقاته الواعدة وامكاناته المجلية، كما يقيني أن روح الرئيس الشهيد ترفرف بيننا اليوم مطمئنة إلى غدٍ مشرق بإذن الله.
بعدها افتتح برنامج الحفل فقدم الطلاب مجموعة من الأعمال نفذوها للمناسبة،كانت عبارة عن لوحات جسدت معنى ومفهوم السلام الذي أرساه الرئيس الشهيد رفيق الحريري “.

وقدم الطلاب مجموعات من الأفلام الممثلة بشخصياتهم تحدثت عن رفيق الحريري من المدارس الثلاث .

إختتم الإحتفال بأغنية «سلام حرية» قدمها كورال مدارس المؤسسة بقيادة تاتيانا أندريا وإشراف المؤلفة قواس وبالتقاط صور تذكارية على خشبة المسرح للمناسبة .

كتابة اكرام صعب
عدسة أحمد عزاقير